بِسْمِ اللّهِ الرّحْمـَنِ الرّحِيمِ
سورة الرحمن
قوله تعالى: {سنفرغ لكم أيها الثقلان} سنفرُغ لحسابكم ومجازاتكم بأعمالكما التي عملتموهما في الدنيا، أيها الثقلان- الإنس والجن-، فنعاقب أهل المعاصي، ونُثيب أهل الطاعة.
ثم قال تعالى: {يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السموات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان} أي لا تستطيعون هرباً من أمر الله وقدره بل هو محيط بكم, أينما ذهبتم أحيط بكم, وهذا في مقام الحشر, الملائكة محدقة بالخلائق سبع صفوف من كل جانب فلا يقدر أحد على الذهاب {إلا بسلطان} أي إلا بأمر الله.
{يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران} الشواظ هو اللهب الذي فوق النار ودون الدخان والمعنى لو ذهبتم هاربين يوم القيامة لردتكم الملائكة والزبانية بإرسال اللهب من النار, والنحاس المذاب عليكم لترجعوا, ولهذا قال: {فلا تنتصران فبأي آلاء ربكما تكذبان ؟