شهادات الإيداع: قمار، ربا، تحايل على الله تعالى
تحايل اليهود على حكم الله فمسخهم قردة وخنازير.
عائشة (أم المؤمنين): أبلغوه أنه قد أبطل جهاده مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
حيلة لإباحة المحرم: لعنه الله تعالى على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم.
حيلة مالية: سلطة الله عليه ذلاً.
محق البركة: حرب من الله-تراكم المحن.
مكائد المعاملات المعاصرة:
إن
من أعظم المكائد الذي يكاد به الإسلام وأهله في الوقت الحاضر: الحيل
والمكر والخداع الذي يتضمن تحليل ما حرم الله وإسقاط ما فرضه ومضادته في
أمره ونهيه وفي من الرأي الباطل الذي اتفق السلف على ذمه.
العبرة بالحقائق والمسميات:
لو
أوجب تبديل الأسماء والصور تبديل الأحكام والحقائق لفسدت الديانات وبدلت
الشرائع واضمحل الإسلام ومنطق المتحايلين كمنطق الذين قالوا إنما البيع مثل
الربا فرد الله عليهم بقوله تعالى: {وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ
الرِّبَا} [البقرة: 275].
من صور التحايل المعاصر:
أ-القمار وشهادة الإيداع:
وهي
أن تودع مبلغاً وقدره (50) ديناراً، يقوم البنك أو الشركة باستثمارها
بعملياته الربوية لتصبح أموالك (55) د.ك على سبيل المثال ويقوم البنك
باقتطاع ربح مقداره (5) د.ك ويدخل في عملية القمار-الميسر (حظك نصيبك)،
بينما رأس مالك (50) د.ك فإذا ربحت تكون قد ربحت أموالاً ربوية من عملية
القمار- الميسر من الفوائد الربوية للمشاركين، وإذا خسرت تكون قد دخلت
بالمقامرة بأموالك الربوية التي استثمرها البنك، ولم تربح شيئاً إلا الذل
وغضب الله تعالى وانتقامه فهذه صورة من صور التحايل كأنك أودعت (50) د.ك
ولم تخسر شيئاً، فيزعمون أنها ليست عملية قمار، فلا مانع منها، بينما هي
تشمل على: قمار ناتج من عملية ربوية ويزعم أنها جائزة أي (قمار، ربا، تحايل
على الأحكام الشرعية..).
ب- بيع العينة:
وصورته شراء سلعة
مثلاً بألف أقساط وبيعها على نفس الشركة أو غيرها بست مائة نقداً من أجل
المال وبالله أي فرق بين بيع مائة بمائة وعشرين ديناراً صريحاً وبين إدخال
سلعة لم تقصد أصلاً بل دخولها كخروجها.
وإذا أردت المشاركة في شهادات الإيداع للسحب لتصبح مليونيراً تجنب إحدى العقوبات التالية:
1-المسخ لأصحابها:
قال
سبحانه وتعالى: {وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَواْ مِنكُمْ فِي
السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ}[البقرة: 65].
وكما
بين النبي صلى الله عليه وسلم: «أن لله يمسخ أقوام من هذه الأمة في آخر
الزمان قردة وخنازير» كما في صحيح البخاري لاستحلالهم الحر (الزنا) والحرير
والمعازف والخمر يسمونها بغير أسمائها يقول ابن القيم: "فإنهم لما مسخوا
شرعه وغيروه عن وجهه مسخ وجوههم وغيرها من خلقتها..".
2-اللعنة:
كما
قال تعالى: {أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ
وَكَانَ أَمْرُ اللّهِ مَفْعُولاً} [النساء: 47] وقال صلى الله عليه وسلم:
«لعن الله المحلل والمحلل له».
وقال صلى الله عليه وسلم: «قاتل الله
اليهود حرمت عليهم الشحوم فجمعوها فباعوها» ،قال الخطابي: "فيه إبطال كل
حيلة يتحايل بها إلى الحرام"
3-محق البركة:
قال تعالى:
{يَمْحَقُ اللّهُ الْرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ} [البقرة: 276]، وكما
في القصة أصحاب الجنة الذين تحايلوا لمنع حقوق الفقراء، فأصبحت النتيجة كما
بينها الله تعالى في قوله: {فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِّن رَّبِّكَ
وَهُمْ نَائِمُونَ } [القلم: 19] (الصريم:أرض فضاء) فهذه المعاملات تمحق
المال والقيم والأفكار والعقائد وان أظهرت المساعدة الخداعة..
4-بطلان الحسنات:
وهذا لما بلغ عائشة رضي الله عنها أن زيد بن ثابت تعامل بالعينة ولم يتعمد ذلك قالت: "أبلغي زيداً أنه قد بطل جهاده إلا أن يتوب".
الله أكبر زيد الصحابي ذو المناقب حافظ القرآن وجامعه فكيف بغيره.
5-مشابهة المنافقين:
قال
تعالى: {يُخَادِعُونَ اللّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ} [النساء: 142]فالمنافق
يظهر أنه مسلم ملتزم بعقد الاسلام وهو بالباطن غير ملتزم به وكذلك المحتال
على الأحكام الشرعية يلتزم بالظاهر بشيء وفي الباطن بشيء في المعاملة
والعقد.
6-عدم زوال المصيبة:
ذكر النبي صلى الله عليه وسلم:
«الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يده إلى السماء يارب يارب، ومطعمه حرام
ومشربه وملبسه حرام وغذي بالحرام، فأنى يستجاب لذلك».
7-الأمراض التي تصيب الأهل والأبناء والوعيد بالنار:
قال صلى الله عليه وسلم: «إن رجالاً يتخوضون في مال الله بغير حق فلهم النار يوم القيامة» وقال: «كل جسد نبت من سحت فالنار أولى به».
يقول السلف: "نبغي للرجل أن ينظر رغيفه من أين هو؟ ودرهمه من أين هو؟".
وكما قال أحدهم:
قليل المال تصلحه فيبقى *** ولا يبقى الكثير مع الفساد
8-الذل والهوان:
قال
صلى الله عليه وسلم: «إذا بايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم
بالزرع وتركتم الجهاد، سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه حتى ترجعوا إلى
دينكم».
وسئل الإمام مالك عن العينة فقال: "إن الله لايخدع هذا ما رحم الله ورسوله".
9-الحرب من الله:
قال تعالى: {فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ} [البقرة: 279].
وعواقب
ذلك كثيرة ومضاده لمقصود الشارع: (فإن الشارع يسد الطريق إلى المفاسد بكل
ممكن والمحتال يفتح الطريق إليها بحيله) وذكرت الحيل عند شريك فقال: "من
يخادع الله يخدعه".
وقال ابن المبارك عن إحدى الحيل: "ما أرى الشيطان يحسن مثل هذا حتى جاء هؤلاء فتعلمه منهم".
وقال الإمام أحمد أمام أهل السنة: "عمدوا إلى السنن فاحتالوا في نقضها فالشيء الذي قيل انه حرام احتالوا فيه حتى أحلوه".
ويقول أيوب: "يخادعون الله كما يخادعون الصبيان لو أتوا الأمر على وجهه كان أهون".
احتط لدينك:
وحضر
جوابك أمام الله عن مالك كما في الحديث: «من أين اكتسبه وفيما أنفقه» وقال
صلى الله عليه وسلم: «ليأتين على الناس زمان لا يبالي المرء بما أخذ
المال، أمن حلال أم من حرام».
بيت القصيد:
اعلم أن باب الحيل
المحرمة في الربا والقمار الذي يجعل المقمر سلبياً حزيناً محسوراً مداره
على تسمية الشيء بغير اسمه وعلى تغير صورته مع بقاء حقيقته والأعمال
بالنيات والأمور بمقاصده والعبرة بالمعاني واعلم ان الله لا يخدع يعلم
خائنة الأعين وما تخفي الصدور.