سأل بنو يهود الرسول عليه الصلاة والسلام عن الروح من ضمن سلسلة أسألتهم
الخبيثة التي يحاولون فيها زعزعة إيمان المسلمين برسولهم الكريم ومحاولة
بأن يضعوه في مواقف حرجة ولكن هيهات لهم فهو النبي الأمي الذي لا ينطق عن
الهوى والذي علم البشرية مالا يعلمه أكبر علماء وفلاسفة وخبراء البشر.
كانوا يعلمون بأن الروح لا يعلم أمرها بشر لذلك تمنوا بأن يجيبهم
الرسول صلى الله عليه وسلم بما يتخذونه مدخلا للتشكيك في نبوته ولكنه هو
النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم فجاء الرد الإلهي {ويسألونك عن الروح قل
الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا} [ الإسراء 85 ]
هذه الروح التي أشغلت العلماء والباحثين وعجزوا عن فك رموزها أو معرفة حقيقتها.
قام باحثون أمريكيون بوضع مريض في لحضات إحتضاره تحت مراقبة شديدة
بأحدث ما توصل إليه العلم من أجهزة مراقبة بالغة الدقة والحساسية محاولة
منهم بمعرفة شيء عن الروح وكيفية خروجها...
مات المريض وأجهزتهم الدقيقة تتفرج وكأنما أعماها الله فلم تظهر أي إشارة عن أي شيء غريب حصل بهذا الجسم أو عن شيء خرج منه.
يقول الملحدون والعلمانيون بأن الأجساد في المقابر ننبشها فنجدها
كما هي لا نرى نارا ولا عذابا ولا نعيما ولا قبر قد توسع ولا قبرا قد ضاق
فأين ما تقولون من أن الميت يحاسب ويعذب في قبره ؟!
نحن كمؤمنون ولله الحمد نسلم تسليم الميقن بكل ما جاء في كتاب الله
العزيز ومن سنة نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم ولدينا من البراهين على
قدرة الله وعظمته ما يكفي ويزيد ولو كان وجودنا ودقة ما تحمله أجسادنا من
عمليات وأجهزة بالغة الدقة والتعقيد لكفى دلالة على وجود الله وعلى قدرته
العظيمة سبحانه.
أما رد العلماء على مثل هذه الإدعاءات فقد قالوا لهم أنتم يامن
تدعون بأن عدم ظهور هذه العلامات عيانا على أجساد الموتى تكذيب لتلك
الأخبار ، نريد أن نسألكم سؤالا :
عندما ينام أحدنا قد يحلم بعدة أمور مثلا قد يحلم بأنه واجه مجرما
ثم كال له الطعنات أو بأنه حاول أن يخنقه - كل ذلك في الحلم - وبعد هذه
اللحظات العصيبة تجده يقوم فزعا من نومه ويتلمس مكان الضربات ويتفقد جسمه
وهل هو حقيقة أم حلم ، السؤال : أنت في منامك شعرت فعلا بهذا الألم والعذاب
حتى أنه أزعجك لدرجة أنك استيقظت من منامك فهل وجدت له أثرا على جسدك؟
الجواب طبعا لا لأن هذه مجرد أحلام !
إذا فإن ما كان من ألم في هذه الأحلام إنما كان يصيب الروح وما الجسد إلا غلاف أو جرم تحركه الروح.
ومن عجائب الروح هو أنها تثقل كاهل الجسم وتصيبه بالتعب والإعياء فدعونا نتفكر قليلا بأمر مثير ربما لم يسبق لأحدنا أن تفكر فيه...
عندما يجيء أحدنا منهمك متعب إما من عمل أو غيره ويشعر بنعاس شديد
وإعياء ، لو قلنا لهذا الشخص هذا فراشك المريح الناعم تمدد واستلق عليه ما
شأت ولكن بشرط ! أن لا تغمض عينيك ولا تنام أنت تعب وتريد الراحة لا مانع
لدينا تمدد على فراشك ولك ساعات مفتوحة لا حدود لها...
فوالله لو بقي هذا الشخص يوما كاملا مستلقيا بلا حراك ولكنه لم يغفو وينم فلن يرتاح أبدا بل سيزيد تعبه وإعيائه !
سبحان الله العظيم فهذه الروح لابد من خروجها بعض الوقت من جسمه
لكي يجد الراحة وتعود له الطاقة والقوة فعلى سبيل المثال السيارة لو بقيت
مكينتها تعمل لما استراحت حتى لو بقيت واقفة فلا بد من إطفاء المكينة.
والدليل على خروج الروح أثناء النوم هو قول الله تعالى : {الله
يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت
ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون} [ الزمر 42 ]
نعم والله إنها آية عظيمة فبعض الناس يوجد ميتا في منامه وعندما
تراه لا تظنه إلا نائما فهو في حقيقة الأمر فعلا نام على هذه الحال ثم
عندما خرجت روحه أمسكها الله ولم تعد له ليستيقظ وبقي على نومته والتي
أصبحت وفاة.
ولذلك أخبرنا الرسول عليه الصلاة والسلام بأن ندعو عندما نستيقظ من نومنا ونقول الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا.
عندما ركب موسى عليه السلام السفينة مع الخضر أتى عصفور فنقر في
البحر ، قال الخضر لموسى : أرأيت نقرة هذا العصفور في البحر أتظنه أنقص من
البحر شيئا ؟ قال موسى لا والله فهذه النقرة في الماء ماذا عساها تنقص من
هذا البحر ! فقال له الخضر والله ما آتانا الله من علم لا يعادل نقرة هذا
العصفور في الماء من ما عند الله من العلم.
فلا إله إلا الله ما أعظمه وما أجهلنا به سبحانه ، اللهم اجعلنا من
عبادك الذين قلت فيهم {الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم
ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب
النار} [ آل عمران 191 ]
__________________
اللهم أنت ربي لا اله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك
ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك
على وأبوء لك بذنبي فاغفر لي فانه لا يغفر الذنوب إلا أنت 0
-
-
***** اللهم استودعك قلبي فلا تجعل فيه أحد غيرك واستودعك لا اله الا الله فلقنها لي عند موتي :::