د قيل لـلإمام علي بن ابي طالب رضي الله عنه: يا إمام، أريد أن أعرف نفسي
أأنا من أهل الدنيا أم من أهل الآخرة؟ فقال الإمام عليّ: الله أرحم من أن
يجعل جواب هذا السؤال عندي وجعل السؤال
عندك أنت، إن كنت تحب من يدخل عليك وهو يريد أن يأخذ منك أكثر مما تحب من
يدخل عليك وهو يريد أن يعطيك هدية تكون من أهل الآخرة.
أي: إذا
دخل عليك إنسان يطلب صدقة أو مالاً فاستقبلته بترحاب وتحية وتعطيه وأنت
مسرور تكون من أهل الآخرة؛ لأنك تعرف أنه أخذ منك في الفانية ما يحمله لك
أجراً في الآخرة التي تعمل من أجلها، ولذلك تحبه. أما إن كنت تحب من جاء
يعطيك هدية أكثر ممن جاء يسألك تكون من أهل الدنيا؛ لأنه معطي الهدية يزيدك
في دنياك. وما دُمْتَ تفرح بذلك أكثر من فرحك بالذي يزيد آخرتك فأنت من
أهل الدنيا.
إن الله أرحم بعباده، فلم يجعل موازينهم في أيدي أمثالهم.. فميزان كل إنسان في يد نفسه..
والله أعلم.