عمرو الجندى
عدد المساهمات : 274 تاريخ التسجيل : 03/07/2011
| موضوع: السؤال هل يجوز الدعاء على الجار إذا كان ظالماً وظلمه وضرره متعدٍ على الآخرين ؟ وهل الأفضل التحول عن المسكن في هذه الحالة أو الجلوس مع الصبر على أذاه ؟ الأربعاء أكتوبر 30, 2013 12:09 am | |
| نص السؤال هل يجوز الدعاء على الجار إذا كان ظالماً وظلمه وضرره متعدٍ على الآخرين ؟ وهل الأفضل التحول عن المسكن في هذه الحالة أو الجلوس مع الصبر على أذاه ؟
نص الفتوى لا شك أن الصبر على أذى الجار أعظم ، ومن صبر صبرَّه الله ، وإذا أذل الجار جاره جعل الله لمن أُذِلَ وظُلِم فرجاً من عنده ومخرجاً ، ومن يصبر يصبره الله وما أعطي عبد عطاء أفضل من الصبر ولا نال أهل التقى والمنازل العُلى في جنة الله-جل وعلا- في منازل الرضى إلا بفضل الله ثم بالصبر واحتساب الأجر عند الله-تعالى- ، الصبر كله خير وكله فضل ، ولذلك كان علي-رضي الله عنه- يرفع صوته ويقول : " ألا لا إيمان لمن لا صبر له " ، وكان يقول : " إن منـزلة الصبر من الإيمان كمنـزلة الروح في الجسد " ، فلا روح في للجسد إلا بالصبر ، ولاحياة للجسد إلا بالروح كذلك لا حياة ولاكمال للمؤمن إلا بالصبر تصبر وتحتسب ، وكل يوم تغيب عليك شمسك وقد آذاك جارك فصبرت لله واحتسبت الأجر عند الله-تعالى- فإن الله يعظم أجرك وتغيب الشمس ولك صفحة من صفحات الصبر والابتلاء ، وكم من إنسان غابت عليه الشمس وما له من أجر لأنه ما ابتلي ولكنك أنت ابتليت فاصبر ، وكان الفضلاء والأخيار يصبرون على الأذى ، كان الوالد-رحمة الله عليه- له جارة-أصلحها الله- سيئة الخلق عفا الله عنها ولا غيبة لمجهول ، فكانت تصيح وترفع صوتها وتقول أشياء غريبة جداً ، فالوالد-رحمة الله عليه- يعني ين هانا نهياً شديداً أن نلتفت إليها يقول : لا تلتفتوا إليها وهو بقدرته بعد الله-عز وجل- أن يضرها وكذا ؛ لكن أبداً يعلم الله-تعالى- أنه كان يعطيني المال فأذهب به إليها ويحسن إليها ويكرمها فلا تزداد إلا سوءاً وأذى فصبر-رحمة الله عليه- صبراً شديداً ولا يتكلم ولا يأذن لأحد أن يقول إن الجارة قالت كذا ما يسمح لنا-رحمة الله عليه- ، فذات يوم من الأيام كانت تتكلم بأشياء وتتهم مثلاً أننا رمينا عليها شيئاً من الحجارة وكذا .. تأتي بأشياء غريبة ، وكانت من أغرب الحوادث في حياته-رحمة الله عليه- ذات يوم من الأيام خرجنا مع الوالد إلى المزرعة فلما صار العصر رجعنا فوجدنا الناس مجتمعين في الحي يعني تحت بيت المرأة وهي تصيح وتلغط فلما جاء ينـزل الوالد-رحمة الله عليه- سأل الناس خير كان يظن لا قدر الله صار على الجار شيء فقال أنتم امكثوا في السيارة من حكمة الله أننا ما نزلنا فقال الوالد جاء ولي المرأة وكان مسافراً وفي ذاك اليوم كان موجوداً ، فلما جاء قال لولي المرأة خير إن شاء الله سلامات يا فلان قال : والله أولادك يرمون الحجارة على أم فلان ؟ قال : متى ؟ قال : من الصباح إلى الظهر وهم يرمون فقال الوالد-رحمة الله عليه- قال : هذا البيت موج ود ادخل فانظر في البيت كله هؤلاء الأولاد وهؤلاء الأهل في السيارة نظر الرجل فإذا بنا جميعاً في السيارة والآن نازلين من المزرعة فكانت قاصمة الظهر لها فضحت أمام الناس وخرس لسانها ما عادت بعد ذلك اليوم تتكلم بكلمة !! يعني لا احتاج الوالد أن يزجرها بقوة وكل أمره إلى الله-تعالى- ، المسلم إذا توكل على الله-عز وجل- في أي أذية وكل بلية فالله يتولى أمره ، ما الله بغافل الله ما هو بغافل ؟ ليس بغافل عن عباده إذا ظُلموا وأذوا وهُضمت حقوقهم ، لا يحسب العبد أنه إذا جاءه فاسق أو فاجر لا يخاف الله-تعالى- فيتهمه بالسوء ، أو جار سوء يسبه ويشتمه أو يلصق به التهم أن الله غافل عن عباده الله ما هو غافل عن الكون ، والله عزيز ذو انتقام ، فإذا قال العبد حسبي الله ونعم الوكيل حسبي الله عليه يتوكل المتوكلون تولى الله أمره ، فإذا توكل على الله ووكل أمره إلى الله كان الله-تعالى- له ومن كان الله له كفاه هم الدين والدنيا والآخرة . فالذي أوصي به أخي السائل : الصبر واحتساب الأجر عند الله-عز وجل- ، وأما الدعاء على الجار فالأفضل والأكمل ألا يدعو لأن هذا ينقص من أجره وثوابه ؛ لكن ولو أنه بلغ الأمر مبلغه فدعا الله-تعالى- فقال : اللهم اكفنيه بما شئت فإنه لا حرج عليه في ذلك ؛ لأنه مظلوم ، وقد جاء عن سعد بن أبي وقاص أن الله ابتلاه بجارة سيئة اتهمته أنه أخذ عليها بئراً من آبارها في وادي العقيق وكانت لسعد-رضي الله عنه- مزرعة في وادي العقيق فاتهمته أنه أخذ منه واغتصب البئر فرد عليها البئر ورد عليها ما ادعت أنه اغتصبه منها ، ثم دعا عليها وقال : " اللهم إن كانت كاذبة فاجعلها قبرها " فعمي بصرها-والعياذ بالله- فجاءت يوماً تتلمس حاجة فسقطت في البئر فماتت ، فالظلم ظلمات وخاصةً ظلم الجيران ، ولذلك قال-صلى الله عليه وسلم- : (( والله لا يؤمن والله لا يؤمن والله لا يؤمن )) قالوا : من - يا رسول الله - ؟ قال : (( الذي لا يأمن جاره بوائقة )) . فعلى هذا الجار أن يتقي الله-عز وجل- ، وإذا أمكنك أن تأتي إليه وتنصحه وتذكره بالله-سبحانه وتعالى- فهذا شيء طيب وأحسن إليه لعل الله-عز وجل- أن يكسر ما في قلبه من أذية الشيطان وتحريضه عليك . | |
|