عمرو الجندى
عدد المساهمات : 274 تاريخ التسجيل : 03/07/2011
| موضوع: ومضات على طريق السير إلى الله ::: الأحد مارس 30, 2014 12:56 am | |
| ومضات على طريق السير إلى الله :::
اعلم أخى الحبيب أن للسير إلى الله أصولا وضوابط وثمة أمر مهم وهو أن للسائرين إلى الله هم المصطفون من خلق الله قال تعالى :: ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِير :: فكلهم مصطفون مختارون لسلوك هذا الطريق .. فإن سلكت فأبشر ولكن انضبط واشكر كي لا تطرد.
ومن سنة البشر في حياتهم أن الطريق لا يمكن أن تسلك الا بعلامات للاهتداء وإشارات للمسير توضح المراحل وتدفع المخاطر وتسهل اجتياز العقبات وتيسر قطع الفلوات وقد تكون هذه العلامات سمعية أو بصرية كما أنها قد تكون للتوضيح والإرشاد أو للتنبيه والاعتراض. وهكذا فإن المسافر في طريق الوصول إلى الله يحتاج إلى التوعية والتنبيه بمواعظ هى إشارات ساطعة في دربه الطويل وتنبيهات تقيه شر المنعطفات.
وهذه الطريق تحتاج إلى علم مهم جدا وخطير هو علم السلوك .. يقول ابن القيم رحمة الله :: السائر إلى الله تعالى والدار الاخرة بل كل سائر إلى مقصد لا يتم سيره ولا يصل إلى مقصوده الا بقوتين:: قوة علمية :: وقوة عملية:: فبالقوة العلمية يبصر منازل الطريق ومواضع السلوك فيقصدها سائرا فيها ويجتنب أسباب الهلاك ومواضع العطب وطرق المهالك المنحرفة عن الطريق الموصل. فقوته العلمية كنورعظيم بيده يمشى به في ليلة مظلمة شديدة الظلمة فهو يبصر بذلك النور ما يقع الماشى في الظلمة في مثله من الوهاد والمتالف ويعثر به من الاحجار والشوك وغيره ويبصر بذلك النور أيضا اعلام الطريق وأدلتها المنصوبة عليها فلا يضل عنها فيكشف له النور عن الامرين: اعلام الطريق ومعاطبها :: وبالقوة العملية يسير حقيقة بل السير هو حقيقة القوة العملية فان السير هو عمل المسافر وكذلك السائر إلى ربه اذا ابصر الطريق وأعلامها وابصر المعاثر والوهاد والطرق الناكبة عنها فقد حصل له شطر السعادة والفلاح وبقى عليه الشطر الاخر وهو ان يضع عصاه على عاتقه ويشمر مسافرا في الطريق قاطعا منازلها منزلة بعد منزلة فكلما قطع مرحلة استعد لقطع للاخرى واستشعر القرب من المنزل فهان عليه مشقة السفر ::
| |
|