س: بماذا عرف العباد ما يحبه الله ويرضاه ؟
ج: عرفوه بإرسال الله تعالى الرسل وإنزاله الكتب آمراً بما يحبه الله ويرضاه , ناهياً عما يكرهه ويأباه وبذلك قامت عليهم حجته الدامغة , وظهرت حكمته البالغة .
قال الله تعالى : {رُّسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ } (165) سورة النساء.
وقال تعالى : {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } (31) سورة آل عمران.
---------------------------------------
إذن نعرف ما يحب الله بالرسل التى أرسل و الكتب التى أنزل مش بالعقل و لا اتباعا للعادات ولا باتباع الأجداد
إذًا معرفة ما يحبه الله ويرضاه وما يبغضه الله ليست من أي طريق إلا طريق الرسل الكرام إلا طريق الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فليس للعبد أن يخترع شيئًا يتقرب به إلى الله فلو أن إنسانًا مثلًا يكره أكله من الأكلات
مش بيحب الدجاج مثلا هو حر ولكن لا يقول تركت أكل الدجاج تقربًا لله عز وجل هذا يكون مبتدعًا وعرضة للهلاك فطريق التقرب لله عز وجل وهو طريق الرسول صلى الله عليه وسلم
هناك جملة الناس تكررها بيقولوا: (ربنا عرفوه بالعقل)
وهذا خطأ لأن العقل وحده لا يستطيع الوصول لله عز وجل
فانظر للغرب و ما فيه من تقدم و من فيه من علماء على علم و لكنهم ملحدون
لم يهدهم عقلهم لمعرفة الله بالرغم من أنهم علماء في أمور الدنيا
كما لا يمكن معرفة صفات الله عز وجل بالعقل
فما إذن فائدة العقل؟
العقل هو لفهم نصوص الكتاب و السنة و ليست وظيفته الحكم عليها
قال تعالى: (( قل إن كنتم تحبون الله)) كما تزعمون فيجب ان تفتنوا و تمتحنوا لكى تبرهنوا (( فاتبعونى يحببكم الله)) فاتبعوا ما أنزل الله بدون أن تناقشوه أو تحكموا عليه بعقلكم القاصر
فما دمنا لا نعرف ما يحبه الله ويرضاه وما يبغضه إلا من طريق الرسول صلوات ربي وسلامه عليه، ليس لنا أن نخترع أو نبتدع في دين الله عز وجل شيئًا وهذا الابتداع سيؤدي إلى تغير معالم الدين ورسومه، وسيؤدي إلى تضييع الأمانة وقد كان الصحابة في غاية الحذر من هذا الأمر.
تأمل هذا الحديث الذي أخرجه الترمذي بإسنادًا صحيح
عن عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما " أن رجلًا عطس إلى جواره فقال : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، فقال له ابن عمر : صدقت الحمدُ لله والصلاة والسلام على رسول الله، لكن ما هكذا علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نقول إذا عطسنا ولكن علمنا أن نقول " الحمد لله رب العالمين "
فلا يجوز لشخص عندما يبدأ بتناول الطعام أن يقول (صلى الله على سيدنا محمد وسلم ) وعندما ينتهي يقول الله أكبر؟
هي أذكار صحيحة ولكن ما هكذا علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن علمنا أن نقول بسم الله وعندما تفرغ من الطعام تقول الحمد لله .
إياكم و الابتداع في دين الله عز وجل، والأمة إنما تأخرت حين ابتدعت واخترعت في الميدان الذي لا يجوز فيه الابتداع وتركت الميدان الذي يجوز وربما يستحب وربما يجب أن تخترع فيه وهو مجال العلوم الدنيوية، ولكننا تخلفنا في العلوم الدنيوية وتركنا الاختراع فيه، وبدأنا نخترع في دين الله عز وجل وهذا يُهدد في تغيير معالم الدين ورسومه فقد روى ابن أبي عاصم بإسنادًا صحيح في كتاب السنة عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "إن الله حجز التوبة عن كل صاحب بدعة حتى يرجع بدعته "
ليس لك أن تزيد في دين الله شيئًا وليس لك أن تنتقص منه شيئًا
وقد روى البخاري ومسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:
أن رهطا من الصحابة ذهبوا إلى بيوت النبي صلى الله عليه وسلم يسألون أزواجه عن عبادته فلما أخبروا بها كأنهم تقالوها - أي اعتبروها قليلة - ثم قالوا : أين نحن من رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر فقال أحدهم : أما أنا فأصوم الدهر فلا أفطر وقال الثاني : وأنا أقوم الليل فلا أنام وقال الثالث : وأنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبدًا فلما بلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم قال أنتم الذي تقولون كذا وكذا – (وفي رواية أنه صعد المنبر صلى الله عليه وسلم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال ما بال أقوم يقولون كذا وكذا ) وقال لهم : ( أما والله أنا أعلمكم بالله وأخشاكم له ولكني أقوم وأنام وأصوم وأفطر وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني )
قد قال أهل العلم فارق كبير بين أن يترك الإنسان سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وهو يعتقد أنه ترك الأفضل ويتمنى أن لو فعله , وبين أن يكره سنته صلى الله عليه وسلم وهذا معنى الرغوب عنها .
فارق كبير بين أن يحلق الرجل لحيته وبين أن يكره اللحية .
فليس لك أن تزيد في دين الله شيئًا .
ولا يجوز للإنسان أصلًا أن يشق على نفسه ابتداءً على جهة التقرب إلى الله عز وجل .
كما قال الشاطبي رحمه الله في الاعتصام "إن الله عز وجل لم يتعبدنا بالمشقة "
وكما قالت عائشة رضي الله عنها والحديث في الصحيحين:
(ما خُير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثما فإذا كان إثما كان أبعد الناس منه)
لكن إن أدى الإنسان العبادة فصادفته مشقة فالأجر على قدر النصب
عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لها في عمرتها إن لك من الأجر على قدر نصبك.
وروى البيهقي بسندٍ صحيح عن ابن رضي الله عنه قال مسعود:
اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كُفيتم وعليكم بالأمر القديم
ولكن إذا كنت الآن أجاهد نفسي لكى أحقق العبادة في أركان حياتى و أجعل محياي لله عز وجل فهل هناك شروط لهذة العبادة؟ فليس كل من صلى حسبت صلاته عبادة و ليست كل من أطاعت زوجها حسبت لها عبادة