س: ما علامة محبة العبد ربه عز وجل ؟
ج: علامة ذلك أن يحب ما يحبه الله تعالى ويبغض ما يسخطه فيمتثل أوامره ويجتنب مناهيه , ويوالي أولياءه , ويعادي أعداءه , ولذا كان أوثق عرى الإيمان الحب في الله , والبغض فيه .
-----------------------
ان محبة الله معناه أن تحب ما يحبه الله تعالى و تبغض ما يبغضه الله تعالى و عندها تمتثل لأومر الله تعالى و تجتنب نواهيه
و كذلك من العلامات أن توالى أولياءه و تعادي أعداءه و لذا كان أوثق عرى الإيمان الحب و فى الله و البغض فيه
أنت الآن تقول أننى أحب الله ، فما دليلك على ذلك ؟
فلكل قول حقيقة فما حقيقة قولك أنك تحبى الله تعالى ؟
انا الآن أحب الله فيجب أن افعل ما يحبه و يرضاه
و لو بتحب ربنا فعلا بتكون حريص إن ربنا سبحانه وتعالى يحبك وتتجنب كل ما يبغضه كمان
يقول تعالى : " الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا " ﴿المائدة:٣﴾
ويقول تعالى : " مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ " ﴿الأنعام: ٣٨﴾
فان كان الانسان يزعم حبه لله تعالى هل بعد كده وبعد ما شرائع الإسلام كملت وعرفنا إيه اللي بيحبه الله ويرضاه
معقولة أروح أسيبها وأرجع لسنن الجاهليه أحييها وأرفعها مرة تانية علشان الناس يعملوا بيها ؟ يبقى أنا كده بحب ربنا سبحانه وتعالى ؟
إن هذا لعظيم جدًا في دين الله عز وجل وقد روى البخاري (وهذا هو محل الشاهد من الحديث) عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم
قال " أبغض الناسٍ إلى الله ثلاثة : ملحد في الحرم ومبتغ في الإسلام سنة جاهلية ومطلب دم امرئ بغير حق ليهريق دمه "
مبتغ في الإسلام سنة الجاهلية فقد يدعي الإنسان حبه لله عز وجل وليس الأمرُ كذلك بل إنه من أبغض الناس إلى الله تبارك وتعالى لأنه يحيي سُنن الجاهلية والعياذ بالله .
راجع في كتاب الله عز وجل أربعة مواضع وأنت بتسمع هذا الحديث ورد فيها الكلام عن أفعال بنعملها وهي من سنن الجاهلية :
أولًا
" وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَىٰ " ﴿الأحزاب: ٣٣﴾
التبرج من سنن الجاهلية
ولو شفنا كتب التفسير هنلاقي إن التبرج في الجاهليه إن المرأة تلبس الخمار بس تحط طرفيه ورا ظهرها فتبان رقبتها وأذنها
هذا هو تبرج الجاهلية، فلما نزلت آية
" وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ "
راحت جايبه أطراف الخمار أو الطرحة اللي لابساها وغط بيها رقبتها وسترت نفسها
إذا كان هذا هو تبرج الجاهلية الأولى ففي أي مرحلة إحنا دلوقتي ؟
ومع ذلك تدعي هذه المتبرجة ويدعي زوجها أنه محب لله تبارك تعالى كلاهما من أبغض الناس لله تعالى وينبغي أن يُراجع نفسه.
ثانيًا
" أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ ۚ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّـهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ " ﴿ لمائدة٥٠﴾
هي قسمة ثنائية إما أن يكون حكم لله وإما أن يكون حكم الجاهلية فمن عدل عن حكم الله عدل عنه إلى حكم الجاهلية وهذا من إحياء سُنن الجاهلية الباطلة
ثالثا
" إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ " ﴿الفتح ٢٦﴾
حمية الجاهلية صارت موجودة تجد في بعض الأغاني والإعلانات نحن الفراعنة أو في مباريات الكرة نحن الفراعنة !!
هتلاقي ناس بتفتخر بأنها أحفاد الفراعنه بتبص للحضارة والتقدم العلمي
بس بتنسى اهم حاجة بتنسى ماكانوا عليه من الشرك والوثنية
يقول عليه الصلاة والسلام: (لينتهين أقوام يفتخرون برجال إنما هم فحم من فحم جهنم، أو ليكونن أهون على الله من الجعلان التي تدفع النتن بأنفها) والجعلان: جمع جعل، وهي دويبة أرضية مثل الخنافس تدفع النتن -وفي لفظ آخر: الخرأة- بأنفها، فالذين يفخرون بأي رابطة غير رابطة الإسلام ينطبق عليهم هذا الوعيد، وهو أن الله يجعلهم أحقر وأذل وأهون من الجعلان التي تدفع النتن والنجس بأنفها.
وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له وقد التفت نحو المدينة: (إن أهل بيتي هؤلاء يرون أنهم أولى الناس بي، وإن أولى الناس بي المتقون من كانوا وحيث كانوا)
وروى البيهقي بإسنادٍ صحيح وكذلك البغوي في شرح السنة عن أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه عندما ذهب لتسلم مفاتيح بيت المقدس خرج البطارقة لاستقباله ومعهم أبوعبيدة ابن الجراح رضي الله تعالى عنه أمين هذه الأمة وأحد العشرة المبشرين بالجنة، فعرضت لأمير المؤمنين عمر مخاضة (وحل ) كان يركب بغلة فلما عرضت له المخاضة أشفق على بغلته فنزل وشمر ثيابه وخاض المخاضة فهرول إليه أبو عبيدة ابن الجراح رضي الله عنه وقال يا أمير المؤمنين لقد فعلت فعلة هي عظيمة عند أهل هذه البلاد، فدفع في صدره وقال : أوه لو غيرك يقوله يا ابن الجراح ؟
إنا كنا أذلة فأعزنا الله بهذا الإسلام فمهما ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله
الحمية حمية الجاهلية كما يقال " أنا وأخويا على ابن عمي وأنا ابن عمي على الغريب"
كلا .. هذه حمية، أو عائلة فلان هذا كثير في الصعيد، تقوم جرائم تراق فيها دماء من أجل أن عائلة فلان قتلت فلان من العائلة الأخرى، هذه مصائب كبيرة ينبغي علينا أن نتخلص منها، ويزعم مع ذلك أنه محب لله عز وجل, لكن كما قال تعالى ينبغي أن نقف مواقف العدل
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّـهِ وَلَوْ عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِن يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّـهُ أَوْلَىٰ بِهِمَا " ﴿النساء: ١٣٥﴾
أي لا يجوز أن تنحاز للفقير لفقره ولا إلى الغني لغناه ولا إلى الضعيف لضعفه ولا إلى القوي لقوته ولكن ينبغي أن تنحاز للحق
" إِن يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّـهُ أَوْلَىٰ بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَىٰ أَن تَعْدِلُوا وَإِن تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّـهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا " ﴿النساء: ١٣٥﴾
رابعًا
" يَظُنُّونَ بِاللَّـهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَل لَّنَا مِنَ الْأَمْرِ مِن شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّـهِ " ﴿آل عمران: ١٥٤﴾
ظن الجاهلية أن يتصور العبد أن الأمور تجري بهذا الكون بصورة عشوائية، أما ظن أهل الإيمان أن هذا الكون محكم لا يمكن أن تنتقل فيه ذرة من مكانها إلا بأمره عز وجل وهو الملك الحق له الكمال في العلم وله الكمال في القدرة وله الكمال في الحكمة سبحانه وتعالى .
إذن مقياس حبك لله هو مقدار امتثالك لأوامره واجتنابك لنواهيه